responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 417
إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ المنبعثة عن شهوتهم المفرطة المحيرة المدهشة لعقولهم يَعْمَهُونَ ويهيمون الى حيث لا يسمعون نصحه فكيف يقبلونه ويفهمون
وبالجملة لما لم يتركوا الفضيحة ولم يقبلوا النصيحة فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ الهائلة المهلكة وقت الصبيحة بعد ما خرج لوط من بينهم مع اتباعه حال كونهم مُشْرِقِينَ داخلين وقت شروق الشمس
فَجَعَلْنا بالزلزلة الشديدة عالِيَها اى عالى المدينة سافِلَها وسافلها عاليها يعنى قد قلبنا دورهم عليهم وَمع ذلك قد أَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً منعقدة منضمة مركبة مِنْ سِجِّيلٍ وهو معرب سنك وكل
وبالجملة إِنَّ فِي ذلِكَ الإهلاك والتقليب والأمطار لَآياتٍ علامات وعبر لِلْمُتَوَسِّمِينَ المتأملين المتفرسين المتعمقين في انية الأشياء الكائنة حتى ينكشف عليهم أمرها ولميتها وسمتها
وَبالجملة لا تترددوا ولا تشكوا ايها السامعون المعتبرون في انقلاب تلك المدينة وتخريبها إِنَّها اى المدينة المذكورة لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ وجادة ثابتة يطرقها الناس ويرون منها آثارها واطلالها
إِنَّ فِي ذلِكَ المذكور من قصة إهلاك أولئك الطغاة الهالكين في تيه الغفلة والشهوات لَآيَةً اى عبرة وعظة لِلْمُؤْمِنِينَ الخاشعين الخائفين من قهر الله وغضبه الراجين من عفوه ورحمته
وَاذكر يا أكمل الرسل للمؤمنين المعتبرين ايضا قصة قوم شعيب عليه السّلام إِنْ كانَ اى انه قد كان أَصْحابُ الْأَيْكَةِ والغيضة وهم يسكنون فيها لَظالِمِينَ خارجين عن حدود الله الموضوعة للعدالة بين عباده ببخس المكيال والميزان ونقصهما وبعد ما بالغوا فيه بعثنا إليهم شعيبا عليه السّلام فكذبوه واستهزؤا به وقصدوا مقته
فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ مثل ما انتقمنا من قوم لوط وَإِنَّهُما اى اصحاب السدوم والايكة لَبِإِمامٍ مُبِينٍ اى ملتبسين ملتصقين بسبيل واضح وطريق مستقيم مستبين ظاهر لائح قد جاء نبي لكل منهما فكذبوه عتوا وعنادا فأخذوا بما أخذوا
وَلَقَدْ كَذَّبَ ايضا مثل تكذيبهما أَصْحابُ الْحِجْرِ وهو واد بين المدينة والشأم يسكن فيه ثمود الْمُرْسَلِينَ يعنى صالحا القائم مقام جميع الأنبياء باعتبار اتحاد المرسل والمرسل به الا وهو الدعوة الى توحيد الحق
وَذلك حين بعثنا إليهم بعد ما خرجوا عن حدود الله وانحرفوا عن جادة توحيده وأيدنا امره بان قد آتَيْناهُمْ معه آياتِنا الدالة على وحدة ذاتنا فَكانُوا من نهاية عتوهم وعنادهم عَنْها مُعْرِضِينَ بحيث لا يقبلونها أصلا
وَمن عادتهم المستمرة بينهم انهم قد كانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً يسكنون فيها آمِنِينَ من اللص وانواع المؤذيات والحشرات ولما لم يبالوا بالآيات والرسول وتمادوا على غيهم وضلالهم الذي قد كانوا عليه انتقمنا منهم
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ الشديدة الهائلة وهم كانوا حينئذ مُصْبِحِينَ داخلين في الصباح كقوم لوط فاهلكوا بالمرة
فَما أَغْنى وادفع عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ من الأموال والامتعة والعدد الكثيرة والحصون المنيعة والابنية الوثيقة المشيدة شيأ من عذاب الله ونكاله. ثم قال سبحانه قولا دالا على كمال قدرته ومشيته ولطفه وقهره وانعامه وانتقامه تنبيها على ذوى البصائر واولى الاعتبار المتفكرين في خلق الله وإيجاده واعدامه واستقلاله في تصرفاته في ملكه وملكوته
وَبالجملة ما خَلَقْنَا وما قدرنا السَّماواتِ وما فيها من الآثار والمؤثرات العلوية وَالْأَرْضَ وما عليها من المتأثرات السفلية وَما بَيْنَهُما من الكائنات والفاسدات الحادثة في الجو باطلا عبثا بلا طائل لا عبرة لها ولا اعتبار لإظهارها وظهورها أصلا بل ما خلقنا عموم

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست